أأولا التحية والتقدير للقائمين بهذا العمل الجبار للتعريف بالقبيلة وعاداتها وعراقتها
سيكون حديثي مختصرا عن العصيدة كواحدة من المأكولات الرئيسية التي تأخذ نصيب الأسد من حيث القبول والمكانة على المائدة , رغم أنها بدأت تخسر موقعها لدي الجيل الجديد مقابل الخبز والكسرة , إلا أن العصيدة لا تعتبر ذات خصوصية بقبيلتنا لوحدها إنما هي طعام ووجبة راسخة في القدم وتوجد في غالبية أصقاع المعمورة وقد لا أكون مخطئا إذا قلت أنها موجودة لدى كافة شعوب الأرض .
ففي تتبعنا لأخبار الأنبياء والرسالات وجدنا ذكر العصيدة في كثير من المراجع وكذا في ثقافات الإنجليز والهند وآسيا تجد العصيدة تحتل موقعا هاما ضمن طعام الفقراء خاصة ومتوسطي الحال من الناس.
والعصيدة هي عبارة عن عجينة متماسكة من الدقيق المعجون بالماء , تختلف في طراوتها وتماسكها بين الأقوام . فالبعض يفضلها قوية متماسكة كما هو الحال عندنا غالبا إلا أن جيل اليوم يفضلها طرية زلقة , وقد رأيت في شمال السودان نوعا من العصيدة تشبه العجين لا تكاد تستطيع الإمساك بها لطراوتها وخفتها . ويفضلها أهل الغرب السوداني قوية متماسكة ويسميها بعض الظرفاء ب ( بعنقرة العبد ) طبعا هذه تسمية يتداولها الناس لطرفتها وللتندر .
والعصيدة مذاقها يتفاوت حسب نوع الدقيق المستخدم فيها فعصيدة الدخن غير عصيدة السميد وعصيدة الدامركي غير عصيدة الفتاريتا , وهكذا ولكن في مجمل الحال طعمها لذيذ ومذاقها حلو , ويحبها الأطفال جدا وهذا مجرب عندي .
فإذا كان طفلك يكثر من أكل المأكولات الغير مفيدة كالبطاطس المقلي والحلويات وغيرها جرب معه العصيدة وبواحدة من الملاحات الزلقة تجده مستمتع بها .
طبعا العصيدة لا تؤكل هكذا بل تؤكل بالملاح او الإيدام وهناك من أنواح الإيدامات الكثير وهذه تحتاج الى شرح لوحدها ولكن نسرد هنا عددا منها للعارفين وعلى رأس هذه الإيدامات ملاح الكول وملاح الروب والتقلية وملاح البامية والخضرة ( الملوخية ) وملاح المرس وملاح المصران وملاح السمك أري بعض الأخوة وقد سالت لعابه.!
وأحلى أنواع الايدامات ما كان فيه لحم طازج وعظام . وكذا ملاح الشرموط وهو اللحم المجفف وهذا ايضا لنا معه وقفة قادمة .
أكتفي بهذا القدر متمنيا من الأخوة الإدلاء بدلوهم مع رجائي من الأخوات الطباخات شرح وبالمقادير عملية تحضير العصيدة مع أحد الملاح
أخوكم ابوحاتم / رئيس المكتب الفرعي لأبناء قبيلة الكانمبو بجدة المملكة العربي السعودية