اعجبني هذا المقال للدكتور امين شايع الحميري من جامعة قطر
د. أمين شايع الحميري – جامعة قطر
لا يخفى على الكثيرين كيف كان حال العبيد قبل الإسلام وكيف كان حال المرأة قبل الإسلام بل لا يخفى على القارئ كيف كان حال المرأة في الغرب حتى بداية القرن العشرين وكيف كان حال المواطنين في الغرب وفي جنوب أفريقيا من أصحاب البشرة السوداء. لقد سادت العنصرية في أبشع صورها حتى وقت قريب ولكن المنصف للمبادئ الإسلامية يعرف إن الإسلام سواء بين البشر من أول أيامه ومن أول سنوات نزول القران. يكفينا مقولة سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه " سيدنا أبا بكر اعتق سيدنا بلال" انه خليفة المسلمين ومن سادة قريش وابيض ولكنه يقول سيدنا بلال . أتعرفون لماذا ؟ لان سيدنا بلال رضي الله عنه كان قد سبق عمر إلى الإسلام ولان الإسلام لا يفرق بين الأبيض والأسود.
من أول أيام الإسلام كان النداء إلى البشرية جمعاء " كلكم لأدم وادم من تراب" وكان أيضا البيان " الناس سواسية كأسنان المشط" فإذا كان في أوساط المسلمين اليوم من يجهل مبادئ الإسلام ولا يعمل بهذه المبادئ فهذا ليس حجة على المبدأ ولكنه ذنب على صاحبه ، الم يأمرنا الإسلام بكل فضيلة وينهانا عن كل رذيلة ؟؟ إن من يخالف تعليم الإسلام لا يضر الإسلام ولكنه يضر نفسه بمخالفة خالقه وسوف ينال من الله ما يستحق أن عاجلا أم أجلا. ولكننا هنا نحاول نسرد بعض المواقف التي تثبت إن الإسلام هو أول من حارب العنصرية بكل صورها ، عنصرية اللون، عنصرية الجنس وعنصرية النوع و عنصرية المهنة......الخ.
الكل سمع بمقولة عمر بن الخطاب الأخرى لابن عمرو ابن العاص" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" وهذا المفهوم ليس اجتهاد من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكن مبدأ من مبادئ الإسلام الراسخة واقرأ إن شئت قوله تعالى" يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى إن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى إن يكن خيرا منهن" من هذا المنطق فهم المسلمون المساواة وعملوا بها وترفعوا عن العنصرية وهكذا يجب إن يترفع المجتمع المسلم عن العنصرية بكل إشكالها ليست العنصرية فقط كما يظن كثير من الناس احتقار أو انتقاص أصحاب البشرة السوداء ولكن العنصرية اليوم قد انتشرت بعدة صور وأشكال، من هذه الأشكال على سبيل المثال التمييز العنصري بسبب المنطقة الجغرافية التي ينتمي إليها الإنسان أو العنف ضد المرأة وهضمها حقوقها التي شرعها الله لها كمنعها من حقها في الميراث مثلا أو عدم النفقة عليها ممن تلزمه نفقتها أو التفرقة بسبب المهنة فقد انتشر في بعض المجتمعات المسلمة احتقار بعض المهن والتعامل مع من يعمل فيها بأنه محتقر فلا يزوج ولا يعطى المكانة اللائقة له في المجتمع.
أن ميزان التفاضل الوحيد في الإسلام هو التقوى وليس غيره شيء من أسباب التفاضل فلا يفضل إنسان على إنسان لا بسبب المال ولا الجاه والسلطان ولا اللون ولا الجنس والعشيرة ولا المهنة. تأمل معي أيها القارئ الكريم حديث النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء يسأل من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " أمك فقال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قا أبوك" لماذا كررها ثلاث مرات ؟؟ أليس هذا رفع لشأن المرأة في الإسلام إلى 70% أكثر من الرجل في حقها من الرعاية والاهتمام من الابن على الرجل "الأب" الذي أيضا قد تعب في تربية الأبناء" انه عدل ومساواة ما بعدها مساواة ثم يأتي بعدل ذالك بعض الجهلة ويتقول على الإسلام ما ليس فيه . إن الكثير ينظر إلى المعاملات الخاطئة التي تتم في المجتمع فيظنها من الإسلام والإسلام منه بريء ، فهل إذا انتشر الغش مثلا في فئة من الناس تدعي الإسلام نقول هذا هو الإسلام لا والله إن العمل المخالف يلصق بصاحبه ولا يلصق بالدين. فلا يوجد عند الله محاباة أو مجاملات فمن يعمل خيرا يجزى به ومن يعمل سؤ يجزى به.
دعوني أذكركم هنا بما قد تجره العنصرية في المجتمع المسلم من ويلات وحسرات بل نكبات. إذا تعاير اثنان من المسلمين بألفاظ عنصرية ماذا تتصور إن يحدث بينها؟ نلاحظ إن كثير من العداوات منشأها التفرقة العنصرية بل كثير من الحروب التي نشأت بين فئات المجتمع المسلم سببها العنصرية قد يقول قائل إن السبب هو المذهبية او الطائفية أو القبلية أو أو .......... ولكن كل هذه الأسباب تبدأ بالعنصرية ، كأن يتعالى صاحب مذهب على صاحب مذهب أخر ويظن انه أفضل من الأخر وهذه عين العنصرية أو يتعالى صاحب قبيلة أو طائفة على أخر أو صاحب منطقة على صاحب منطقه أخرى فتبدأ العصرية بالأقوال ثم الكراهية ثم تتحول إلى قتال أو تباغض تدابر .
فالكل معرض لان يكون عنصريا على من دونه من البشر فالا تجرنا العنصرية إلى المهالك وتتبعوا تاريخ الحروب والفتن عبر التاريخ بل من بداية الخليقة عندما أمر الله إبليس إن يسجد لأدم ماذا قال" إنا خبر منه" أول خطاب عنصري تفاخر به الشيطان على أدم بسبب نوع الخليقة لأنه أعتقد أن النار أفضل من الطين ، ثم تلت هذه الحادثة بين الشيطان وبين بني البشر العداء والحرب ثم انطلقت بن البشر أنفسهم ، فإذا الكل مخلوق من طين أو من ماء مهين فلماذا نتعالى على بعضنا أم ان هناك طينة ذهبية وطينة ترابية؟ إن المبدأ الرباني اذا هو المساواة بين البشر والمبدأ الشيطاني "إنا خير منه" واترك لكم الخيار فهل ستكونون مع المنهج الرباني أم مع مبدأ إبليس؟؟